Page 31 -
P. 31

‫أرهبت الفرس والروم‪ ،‬وعلى ظهورها‬
                                             ‫فتح العرب الأمصار والبلدان ووصلوا إلى‬
                                             ‫الصين شرق ًا وإلى الأندلس غرب ًا‪ ،‬وهذا عقبة‬
                                             ‫بن نافع الفهري القائد العربي الشجاع‬
                                             ‫يخوض بفرسه المحيط؛ ويقول‪“ :‬والله لو‬
                                             ‫علمت أرض ًا وراء هذا البحر لخضته إليها”‪.‬‬
    ‫ولا أدل على مكانتها العالية عند العربي عليه وسلم بالإنفاق على الخيل‪ ،‬روى ابن‬
    ‫من أن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أقسم بها ماجة عن تميم الداري رضي الله عنه قال ‪:‬‬
    ‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬             ‫في كتابه العزيز في قوله تعالى‬
    ‫يقول ‪“ :‬من ارتبط فرس ًا في سبيل الله ثم‬  ‫(‪)2‬‬  ‫{َف َوااْل ْل ُمََفع ِاَغو ِيد ََيَرساا ِِْطتت َن َُضِبص ْ ْب ِبه ً ًحح َااج ْ(م(‪3ً)1‬ع)ا َف}ا َ[ْلفا َأُلمَث ْرعواِرَنَيداي ِباِ ِتهت‪ََ:‬نق‪-ْْ 1‬قد ًً‪5‬عح]اا‪.‬‬
    ‫عالج علفه فله بكل حبة حسنة”‪ .‬ونهى‬        ‫(‪)4‬‬
    ‫صلى الله عليه وسلم عن إذلالها‪ :‬وروى‬
    ‫أبو داوود في المراسيل أن رسول الله صلى‬   ‫وقد جاء ذكر الخيل في القرآن الكريم‬
    ‫الله عليه وسلم قال‪“ :‬لا تقودوا الخيل‬     ‫في خمس سور؛ فضل ًا عن تسميته‬
    ‫سورة باسمها وهي سورة “العاديات” بنواصيها فتذ ّلوها”‪ ،‬وقد جعل صلى الله‬
    ‫وقد أقسم الله بها‪ ،‬وذكرها لما فيها عليه وسلم للفرس سهمين ‪ ،‬ولصاحبه‬
    ‫من المنافع الكثيرة‪ ،‬سواء في السلم سهم ًا واحداً‪ .‬وما ذلك إلا تكريم ًا لها‬
    ‫أم في الحرب‪ ،‬ولما فيها من جمالية‪ ،‬ولأنها تجاهد في سبيل الله مثلما يجاهد‬
    ‫المسلمون‪.‬‬                                ‫وصورة محببة إلى نفس الإنسان العربي‬
    ‫وغير العربي‪ ،‬وجاء ذكرها في أحاديث وتحزن وتفرح بالنصر ‪ ،‬وتبكي إذا تأذي‬
    ‫كثيرة تحث على إكرامها وعدم إذلالها فارسها‪ ،‬وكثيرة هي الروايات التي تحدثنا‬
    ‫وإطعامها والاعتناء بتربيتها؛ لأن في عن بكاء الخيل العربية الأصيلة على‬
    ‫نواصيها الخير‪ ،‬وفيها البركة‪ ،‬روى البخاري فرسانها‪ ،‬إذا ما سقطوا من على ظهور‬
    ‫الخيل ‪.‬‬                                  ‫ومسلم عن ابن عمر وعروة بن الجعد‬
                                             ‫رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله‬
                                             ‫عليه وسلم‪“ :‬الخيل معقود في نواصيها‬
                                             ‫الخير إلى يوم القيامة”‪ .‬وقد أمر صلى الله‬

‫‪31‬‬
   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36