Page 29 -
P. 29

‫‪2019‬‬  ‫ال الدبيانبي‬

‫أكتوبر‬

         ‫لهم‪ .‬فيقال أن أول من ارتبط فرس ًا في سبيل الله عز‬               ‫ظهرت أهمية الخيل منذ فجر الإسلام‪ ،‬فقد حث‬
                      ‫و جل كان سعد بن معاذ ‪-‬رضى الله عنه‪.-‬‬               ‫نبي الله محمد ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬الناس على‬
                                                                         ‫اقتنائها فالقوم الذين يملكون العدد الأكبر من‬
         ‫و الآن دعونا نتعرف على أسماء الخيول لبعض‬                        ‫الخيل يكتب لهم النصر‪ .‬فالخيل سريعة ومرنة في‬
         ‫الصحابة و الخلفاء الراشدين‪ ،‬علي أبن أبي طالب‬                    ‫الكر و الفر و لا تفزع في القتال و لهذا كانت سبب ًا‬
                                                                         ‫من أسباب انتشار الدين الإسلامي‪ .‬فمن بداية الفتح‬
                     ‫رضي الله عنه‪ ،‬كان له فرس يقال له سابق‪.‬‬              ‫الإسلامي انطلق فرسان المسلمين على ظهور‬
                                                                         ‫خيولهم العربية فاتحين بلاد العراق و الشام و‬
         ‫أما الزبير بن العوام رضى الله عنه‪ ،‬فقد امتلك‬                    ‫فارس و مصر و شمالى أفريقيا‪ ،‬و دخل الحصان‬
         ‫أكثر من فرس واحد‪ ،‬فكان له فرس يقال له‬                           ‫العربي إلى أسبانيا و اجتاز الهند و نهر الهندوس‬
         ‫اليعسوب‪ ،‬وآخر شهد عليه خيبر يقال له معروف‪،‬‬                      ‫بعد أن اجتاح الإمبراطورية الرومانية‪ ،‬و كان هذا بداية‬
         ‫وكان له أيض ًا فرس يقال له ذو الخمار شهد عليه‬
         ‫يوم الجمل‪ .‬وقيل أيض ًا كان له فرس يقال لها ذات‬                          ‫انتقال الحصان العربي الأصيل إلى تلك الأرجاء‪.‬‬
         ‫النعال قاتل عليها يوم وادي السباع‪ ،‬واستشهد في‬
                                                                         ‫و لقــد اقتنى الرســول الكــريـــم الخــيل وأكرمهــا‬
                                                             ‫هذا اليوم‪.‬‬  ‫واعتنى بها‪ ،‬و من خيل الرسول الكريم‪ :‬السكب‪-‬‬
                                                                         ‫البحر‪-‬الورد‪-‬اللزاز و الذي يقـــال أنــــه كــــان هـــديـة من‬
         ‫حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه‪ ،‬كان فرسه‬                       ‫المقوقس‪ .‬و لقد نهج الخلفاء الراشدون و كل خلفاء‬
                                        ‫يسمى الورد‪ .‬وقد قال فيه‪:‬‬         ‫المسلمين على مر العصور نهج الرسول الكريم في‬

                       ‫ليس عندي إلا سلاح وورد‬                                        ‫اقتناء الخيل و تكريمها و التفاخر بعددها‪.‬‬

         ‫قارح من بنات ذي العقال‬      ‫			‬                                 ‫أما على سبيل التسلية‪ ،‬كان الخلفاء المسلمين‬
                                                                         ‫يجرون الخيل في سباقات للسرعة كالمعروفة‬
                       ‫أتقي دونه الحروب بنفسي‬                            ‫اليوم و لكن دون رهونات‪ .‬و قد كتب العرب الكثير‬
                                                                         ‫من الكتب عن الخيل مثل «أنساب الخيل» لابن‬
         ‫وهو دوني يغشى صدور العوالي‬  ‫		‬                                  ‫الكلبى و «الخيل» لأبي عبيدة و «حلية الفرسان‬
                                                                         ‫وشعار الشجعان» لابن هزيل و «أسماء خيل العرب‬
                       ‫جرشع ما أصابت الحرب منه‬
                                                                                          ‫وأنسابها و ذكر فرسانها» للفندجاني‪.‬‬
         ‫حين تحمي أبطالها لا أبالي‬   ‫		‬
                                                                         ‫أما عن إرتباط الصحابة بالخيل‪ ،‬فقد ساروا على‬
                                    ‫وطرير كأنه قرن ثور‬                   ‫نفس نهج الرسول الكريم في حبه للخيل و إكرامه‬

         ‫ذاك لا غبر ذاكم جل مالي‬     ‫		‬

                       ‫وإذا ما هلكت كان تراثي‬

         ‫وسجالا محمودة من سجالي‬      ‫		‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34