Page 4 -
P. 4
مجلة رباط الخيل تصدر عن
الإشراف والمتابعة
أديب الحمادي
أحمد وجدي
كلمة العدد الفارسان
إن المتأمل لحياة العرب قديم ًا و حديث ًا ،يجد أن الخيل ورياضة 05
الفروسية المعتمدة عليه لعبا دوراً بارزاً في حياتهم ،حيث أنهم
لم يهتموا بأي نوع من الحيوانات قدر اهتمامهم بالخيل ،التي أنا فارس..
كانت ولا زالت تنال تكريمهم ،لدرجة انهم -ومن شدة حبهم أنا فارسة
لها -كان أشراف القوم يخدمونها بأنفسهم ،حيث قال أحد
الحكماء :ثلاثة لا يأنف الشريف من خدمتهم :الوالد ،والضيف، 30
والفرس. 38
كذلك نرى أن الخيل تركت أثراً كبيراً في لغة العرب ،والتي أضافت
34
لها الكثير من الألفاظ التي تتعلق بأعضائها وصفاتها وحركاتها .
أما في مجال الأدب فقد أشعل الخيل خيال الشعراء الذين زادوا
فصاحة بفضلها ،حيث تغنوا بشجاعتها ،ورشاقتها ،وخيلائها،
لدرجة أنها تطبعت بطباع العرب الذين روضوها فأحسنوا
رياضتها ،وبثوا فيها النخوة والحمية والنبل والشرف والرحمة
ورقة الشمائل والإقدام.
وترجع عناية العرب بالخيل إلى عصور قديمة ،منذ اتخذوها عون ًا
لهم على أعدائهم فشاركتهم الأمجاد والانتصارات.
ويأتي تشريفها كذلك أن الله تعالى أقسم بها حيث قال -جل
جلاله ( : -والعاديات ضبح ًا ) وحديث رسولنا محمد -صلى الله
عليه وسلم -عن الخيل (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم
القيامة ) ،وأوصى عليه الصلاة والسلام ،بتعليم الأبناء الفروسية،
وركوب الخيل منذ نعومة أظفارهم ،والاعتناء بها في قوله :
(علموا أولادكم السباحة ،والرماية ،وركوب الخيل) لأنها تعتبر
أرقى ضروب الرياضة وأظفرها على مدى الأزمان والعصور .
وها نحن اليوم نرى رياضة الفروسية في دولة الإمارات تحظى
بشعبية واسعة واهتمام بالغ من قبل المسؤولين والمهتمين
بهذه الرياضة ،والتي تعتبرجزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي للدولة .
وهذا بالتأكيد ما نراه اليوم جلي ًا في الإنجازات المشرفة التي
تحققها دولة الإمارات على المستوى العربي ،والعالمي ،والتي
حصل من خلالها فرسان الإمارات على مراكز متقدمة في جميع
المسابقات .
ومن هنا تأتي هذه المجلة التي تهتم بنشر ثقافة الفروسية في
المجتمع وتشجع الناشئة على ممارستها .